جلسات العلاج النفسي تحت
التنويم
Hypnotherapy Sessions
التنويم في هذا السياق لا يعني البتة حالة النوم المتعارف عليها بل
تعنى حالة عميقة من الاسترخاء البدني والعقلي مشابهة لحالة حلم اليقظة
أو حالة النعاس التي تسبق النوم.
الغاية الأساسية من أحداث حالة التنويم، أو الغيبة التنويمية بمسمى
آخر، عند العميل هي تجاوز العنصر المحلل والناقد للعقل الواعي للوصول
مباشرة إلى العقل الباطني الخلاق لأحداث التغيير المطلوب لنظم معتقداته
التي يعزى أليها الاضطرابات السلوكية والوجدانية والفكرية التي يشكو
منها. وهذا يحدث بإعطاء العميل إيحاءات لفظية تساعده على الاسترخاء
البدني والعقلي لأحداث الحالة ومن ثم العمل على تعميقها بصور ذهنية
متخيلة للدرجة التي يحصل فيها توافق كامل بين العقلين الباطني والواعي
يسمح لهما بالعمل معا وبانسجام لتقبل واستيعاب الإيحاءات الايجابية
والمرغوبة لتشكل نظام معتقدات جديد يساعد على عملية التغيير. وعندما
يكون الشخص في حالة غيبة تنويمية تكون قابليته للإيحاء عالية وقدرته
على التخيل والتركيز قوية كما انه يكون أكثر استعدادا للتعاون واقل
تحفظا؛ أي انه يتصرف بتلقائية وعفوية كبيرة .
الجلسة التمهيدية الأولى
في هذه الجلسة يحاول المعالج خلق جو من الثقة والود والانسجام بينه
والعميل ومن ثم يقوم بأخذ تفاصيل الحالة التي يشكو منها. بعدها يقوم
بشرح للتنويم وما يحدث أُثناء العملية ويصحح كل المفاهيم الخاطئة لديه
عن العملية وذلك لاطمئنانه ولإزالة كل عوامل الشك والخوف والتردد. ومن
بعد يقوم باختبار مدى استجابته الإيحائية وذلك بأجراء بعض الاختبارات
التي توضح له مدى تعاونه واستعداده لإنجاح العملية.
المرحلة التالية يطلب من العميل أن يستلقى على ظهره أو يجلس على كرسي
مستقيم الظهر ويريح نفسه بالكامل ويستعد للتنويم. وقد يطلب منه أن يثبت
بصره على نقطة أو شيء محدد يختاره هو ومن ثم يعطى إيحاءات لفظية
تساعده على الاسترخاء. ولتعميق الحالة قد يطلب منه أن يأخذ عدة تنفسات
عميقة وبطيئة أو يطلب منه أن يتخيل بكل حواسه الخمسة منظرا يجلب له
الهدوء والطمأنينة والراحة النفسية ويقوم بتعميق استرخاء جسمه وعقله
للدرجة التي تدخله في غيبة تنويمية عميقة. بعد ذلك يعطى العميل إيحاءات
قوية لتقوية الأنا ولدعم الثقة ولمضاعفة دافعيته لتحقيق التغيير الذي
يريده لنفسه. وقبل أن يخرج العميل من غيبته يعطى إيحاء انه سيكون في
الجلسة القادمة أسرع وأعمق تنويما وأقوى عزيمة على تحقيق التغيير الذي
ينشده.
الجلسة العلاجية الثانية
بعد أن يستعرض المعالج مع العميل ما دار في الجلسة السابقة وما طرأ
خلال الأسبوع المنصرم، يقوم بتوجيهه بإيحاءات لفظية لكي يدخل في غيبة
تنويمية كما حدث في الجلسة السابقة ومن ثم يتبع أسلوبا متعارفا في
العلاج النفسي، قد يكون سلوكيا أو معرفيا أو تحليليا أو أحد تقنيات
العلاج بالطاقة أو البرمجة اللغوية العصبية وذلك على حسب متطلبات
الحالة وذلك لأزالتها أو تغييرها أو التخلص من أثرها النفسي أو السلوكي
على العميل. ودائما يشرح للعميل الوسيلة العلاجية قبل بداية الجلسة.
وقبل أن يفيق العميل يعطى إيحاءات لتدعيم العلاج وتحقيق التغيير
المطلوب في الأيام التالية والى أن يحضر للجلسة القادمة.
غالبا ما يدرب العميل على التنويم الذاتي لممارسته خلال الأيام التالية
وقبل الجلسة المقبلة أو يعطى تسجيل للجلسة على كاسيت حتى يستطيع العميل
الاستماع إليها في منزله وذلك كواجب منزلي للتأكد من أن العملية
متواصلة خلال الأسبوع بأكمله.
عدد الجلسات العلاجية المطلوبة
غالبا ما تكون بين جلستين إلى ثمانية جلسات بمتوسط أربعة أو خمسة. وقد
تقل أو تزيد قليلا على حسب الحالة والاستجابة من العميل. ثم تدعم بجلسة
كل أسبوعين أو كل شهر في الحالات المعقدة للتأكد من استئصال الحالة
بصورة كاملة.
ينصح العملاء دائما على التركيز على العلاج والمواظبة على الواجبات
المنزلية على الأقل لمدة شهر كامل. ويجب على العميل أن يتحمل المسؤولية
عن عملية التغيير ولا يعتقد أن ترك الأمر بأكمله على المعالج فقط سوف
يحقق له ذلك.
نجاح العلاج يتطلب أن يكون العميل:
1- مقتنعا بالعملية.
2- راغبا في العلاج.
3- واثقا بإمكانيات وقدرات وخبرة المعالج.
4- متعاونا أثناء الجلسة ومتقيدا بالتعليمات بين الجلسات.
5- متفائلا ومتوقعا نتيجة ايجابية ومتصورا التغيير وقد حدث في النهاية.