نماذج العلاج النفسي
بالتنويم
كما ذكرنا سابقا فإن الحالة التنويمية تساعد المعالج النفسي على تطبيق
نماذج متعددة من تقنيات علم النفس العلاجي بسهولة والحصول على نتائج
مذهلة وسريعة في آن واحد.
النموذج
الإيحائي المدعم
هذا النموذج بسيط يمكن تطبيقه بواسطة ممارسين ليس بالضرورة لهم نفس
الخلفية العلمية مثل الأخصائيين أو الأطباء النفسيين . ولا يتطلب
إتّباع مدرسة نفسية بعينها، ولكن بالضرورة يتطلب دراسة التنويم
والتدريب على ممارسته أولاً.
هذا النموذج يعتمد على إعطاء العميل إيحاءات لفظية وخيالية مباشرة
لتقوية الأنا ولتحسين الأداء في مجالات معينة من حياته. وغالبا ما يعمد
المعالج إلى توجيه العميل ليخلق صورة ذهنية خيالية مستقبلية يرى فيها
نفسه وهو في الصورة التي يبتغيها ويعيشها بكل مشاعره ومدركاته الحسية
كما لو كانت في الحقيقة. وبتكرار العملية تنطبع في عقل العميل الباطني
الذي سوف يحققه له مستقبلاً متمثلاً بتلك الصور الذهنية المرغوبة.
النموذج
السلوكي
مأخوذ من المدرسة السلوكية والتي تفترض أن سلوكنا غير المتوافق أو غير
المقبول متعلم. وبالتالي يمكننا أن نزيل هذا التعلم الخاطئ ونتعلم
سلوكا ايجابياً جديداً يكون مقبولاً لنا وللآخرين ولا تنتج عنه أية
معاناة نفسية. وتوجد أساليب عديدة تستغل فيها مقدرات العميل على التخيل
مستغلا حواسه الخمس. ومن تلك طريقة
التعريض
في الخيال على الأشياء والأماكن التي يتخوف منها المريض كما يحدث عند
مرضى الرهاب، أو منع الاستجابة لأي نزعة أو رغبة عارمة كما يحدث في مرض
الوسواس القهري.
كما تستغل وسيلة
التنفير
في الخيال على مساعدة الذين يعانون من عادات غير مرغوبة كالتدخين
وزيادة الشهية للأكل وإساءة استعمال المسكرات والعقاقير الضارة بالعقل،
للتخلص من هذه العادات السيئة.
النموذج
المعرفي
هذا النموذج يعتمد على تعاليم العلاج المعرفي الذي يفترض أن عواطفنا
السلبية وسلوكنا غير المتكيف هي نتاج أفكارنا السلبية والتي تفتقد
الواقعية. فلذلك يعمد المعالج على تحديد هذه الأفكار وإعادة تشكيلها
بأسلوب إيجابي وواقعي ومن ثم تدريب المريض على إيقاف الأفكار السلبية
لحظة حدوثها مع ترديد الأفكار الايجابية التي ينتج عنها شعور
بالاطمئنان والراحة وتؤدى في النهاية لتغير كثير من السلوكيات والأفكار
المحبطة أو السلبية.
تستغل هذه الوسيلة في علاج الوساوس القهرية ومرض الاكتئاب.
النموذج التحليلي
هذا النموذج العلاجي يفترض أن مشاكلنا النفسية وعواطفنا السلبية هي
نتيجة لصراعات نفسية داخلية أو حوادث أو صدمات مؤلمة حدثت عند الطفولة
وتم كبتها أو إخفائها داخلنا لنتجنب القلق والألم التي تحدثه إذا ظلت
في وعينا. ولكن هذا الكبت لا يكون كاملا في كل الأوقات فينتج عن ذلك
الأعراض النفسية الكثيرة التي نعانى منها.
وأسلوب العلاج يعتمد على مساعدة العميل تحت التنويم على النكوص بخياله
إلى الماضي البعيد ليميط اللثام عن تلك الحوادث المؤلمة أو المرعبة
ويعيشها بخياله مرة أخرى ويفرغها من شحنتها العاطفية بذلك فقط ينتهي
مفعولها بعد أن يتفهمها العميل في صورة جديدة ناضجة وواقعية.
النموذج
المتكامل
هذا النموذج يعتمد على استغلال حالة التنويم لتطبيق بعض تقنيات البرمجة
اللغوية العصبية والعلاج بالطاقة للتخلص من كل المشاكل التي تستغل فيها
هذه التقنيات عادة ولكن بإحراز نتائج أقوى وأسرع.