رابعا: اختيار الحبكة المناسبة للقصة
وهي تشبه الإخراج عند العاملين في السينما وعلى هذا ولكي تكون القصة مشوقة
وناجحة في نقل الأحداث يجب أن تكون ذو حبكة موفقة تربط بين عناصر القصة
جميعها بشكل يبدو وكأنها حدثت فعلا.
وهي
في العادة تتناول العقدة التي تكون قد تطورت من خلال الأحداث وتداخل
الشخوص لتكشف عن اللحظة الحاسمة من مواجهة الحقيقة وهذا ما يسمونه (لحظة
التنوير) قبل الشروع بتناول الحل.
وقد
تستطيع بمهارتك الغير عادية من إقناع القارئ باحتمال حدوثها حتى وان كانت
مشبعة بالخيال وغير منطقية،...فالمنطق يفقد مبرراته عندما يستمتع القارئ
بنص يرضيه ويرضي أحلامه وطموحاته (كاستخدام طاقية الإخفاء بحيث نفعل ما
نريد دون أن يرانا احد أو استحضارنا لجني ليحضر حبيبة لنا من أقاصي الأرض
أو ليخلص لنا من السجن صديق أو قريب عزيز على قلوبنا،... أو ليعيد إلى
الحياة من نرغب برؤيته وإقامة حوار معه.؟!!!...الخ)
خامسا: العمل من خلال القصة على نقل الأفكار
التي تحب إيصالها للقارئ (الدفاع عن المظلومين، كشف عيوب المجتمع وظلمه
ومحاربة بعض العادات الشنيعة كالأخذ بالثأر أو تسلط الذكور على إخوتهن
البنات وزواجهن المبكر أو حرمان الأطفال من التعليم وتسخيرهم في الأعمال
الشاقة أو ببساطة طرح قصة حالمة تجمع بين قلبين مشاعر الحب وصراعهم مع
ظروفهم القاهرة وغيرها الكثير وقد يضطر الكاتب إلى استخدام الرموز إذا ما
كان الموضوع الذي يتناوله يتطرق إلى المحرمات أو التصدي للسلطة السياسية
في مجتمع يفتقر إلى الحريات العامة.؟!...الخ)
سادسا: وأخيرا اختيار النهاية وهي
لا تقل أهمية عن أي من العناصر الأخرى بالقصة بل قد تفوقها أهمية خاصة إذا
ما كانت تتركز فيها جميع الخيوط بحيث يصبح لزاما على القارئ متابعتها وحتى
طرح الأسئلة حولها.؟
وقد
يشارك من حيث لا يدري بالبحث عن الحل وقد يفاجأ بما لا يتوقعه بحيث يتركه
الكاتب رهن لتفسير خاص به يتناسب مع ثقافته وفهمه ووضعه الاجتماعي.
فنجد
الأسى وقد نال من قارئ مثقف ومتسامح لنهاية تعيسة لعاشقة متيمة.؟...في حين
نشعر بابتسامة النصر بادية على ثغر رجل بسيط لعدالة أرادها جوابا عن عشق
محرم. وهكذا يستقبل كل قارئ القصة ونهايتها الوحيدة بالقدر الذي يمتلكه من
ثقافة وحكمة وما ناله من تربية.؟!
وخير وأقوى القصص من امتلكت في نهايتها عبرة وهدف وحكمة تفضي إلى ما هو مطلوب منها.
المهم
هو أن يأخذ كاتب القصة حريته في القص دون أن يتقيد بأي من الشروط.!....
فطالما أن خياله خصب وينتج الأحداث والشخصيات ويستطيع أن يديرها بمهارة
ويرسمها بدقة ويصف محيطها بريشة فنان -حالم أو ثائر- تبعث وتثير المشاعر
في النفس دون أي صعوبة حتى يصل بها إلى النهاية المطلوبة فانا لا أجد سببا
في التوقف واختصار الحدث والزمان والمكان لتحويل قصة كاملة أو رواية رائعة
إلى مسخ قصصي خال من المعنى لمجرد تحويله إلى قصة قصيرة.؟!
وأفضل بدلا من ذلك أن نكتب قصصنا القصيرة بحياد مطلق من الرأس حتى أخمص القدمين.؟!
وإذا
وقعنا في الفخ مرة ثانية واطلنا في الوصف لننتج قصة طويلة أو رواية
فلنتابع ذلك حتى يستوي لنا الأمر بمفرده وتحثنا الرغبة في كتابة عمل قصير
يناسب القصة القصيرة.؟! لأن القصة القصيرة لا تحتمل أكثر من لحظة عابرة
وحدث واحد وشخوص محددة تتكاثف معها كل خصائص القصة المعروفة.
أي
وبكل بساطة هو أن يكون مميزا بنفسه وأفكاره وأدواته ونظرته إلى الناس
والأشياء التي حوله.؟...كثير التساؤل،... فضولي،... ويتمتع بذلك الحس
المرهف الذي يدفعه دائما لخوض المجهول للوقوف على الحقيقة والدفاع عنها
طارحا على نفسه أسئلة محددة ومهمة وهي لماذا اكتب.؟ لمن اكتب.؟ وفي أي
موضوع اكتب.؟
يتبــــع