يعكف خبراء من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات واتحاد الإذاعة والتليفزيون خلال الأشهر القادمة بالتعاون مع معهد " فرانهوفر" الألماني وجامعة عين شمس على رسم خارطة طريق لللتحول إلى البث التليفزيوني الأرضي الرقمي في مصر على نحو يتسم بالتدرج والكفاءة ومراعاة الصالح العام.جاء ذلك فى تصريحات للدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ، مشيراً إلى أن هذا التعاون يقوم على تحليل البيانات والمناقشات التي شهدتها ورشة العمل التى نظمها الجهاز فى التاسع والعشرين من يناير 2009 حول "فوائد وتحديات الانتقال إلى البث التليفزيوني الرقمي".
وقال إن الجهاز نظم ورشة العمل بناء على توجيهات الدكتور طارق كامل وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإثراء التفاعل بين جميع الأطراف المعنية واستطلاع الآراء وتجميع المعلومات المتاحة من أجل الوصول إلى خطة متكاملة تأخذ فى الاعتبار كلا من النواحي الفنية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن عقد ورشة العمل يأتى ضمن مشروع متكامل لإجراء الدراسات اللازمة وإعداد خطة قومية للتحول إلى البث الأرضي الرقمي في مصر بالتعاون مع إتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري ومع أحد بيوت الخبرة العالمية معهد "فرانهوفر الألماني" صاحب الخبرة العريضة في هذا المجال، وبحضور نخب واسع ومتنوع من المتخصصين في قطاعي الاتصالات والإعلام المصري من رجالات الصناعة والجامعات والمعاهد البحثية.
وأشار الدكتور عمرو بدوى إلى أن مصر تتطلع لتحويل البث التليفزيوني الأرضي التماثلي "أنالوج" إلى الإرسال الرقمي قبل عام 2015، أي خلال ستة أعوام، تماشيا مع الموعد المحدد من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات والتزاما بتطبيق اتفاقية جنيف لعام 2006.
ونوه بأنه يتعين لتنفيذ ذلك وضع خطة إستراتيجية لإتمام عملية التحول بكفاءة وسلاسة وعلي نحو متدرج، ولضمان نجاح هذه الخطة ينبغي ضمان التنسيق وتحقيق التعاون بين مختلف الأطراف المعنية، رسمية كانت أو خاصة، متمثلة في وزارة الإعلام والتي يمثلها في هذا الصدد اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتي يمثلها في هذا الصدد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وشركات البث ومقدمي المحتوى والمعنيين بالبنية التحتية للبث ومشغلي الاتصالات ومصنعي وموزعي أجهزة الاستقبال.
وقال الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات إن ورشة العمل التى نظمها الجهاز استعرضت تجارب وممارسات العديد من الدول الأخرى فى مجال التحول إلي البث الأرضي الرقمي.
وأضاف أن حلقات النقاش التي تخللت ورشة العمل أظهرت أن الانتقال إلى البث التلفزيوني الرقمي يمكن أن يحقق عددا من الفوائد، ومنها جودة أفضل للخدمة التلفزيونية مع إتاحة عديد من الخواص والخدمات الإضافية الجذابة والتفاعلية التي من شأنها أن تثري متعة المشاهدة مثل "الدليل الإلكتروني للبرامج".
وأوضح أن هذه الفوائد تشمل أيضا تحقيق كفاءة أكبر في استخدام حيز الترددات مما يؤدي بدوره إلى إتاحة سعات إضافية في هذا الحيز الترددي الحيوي "يو إتش إف"، إضافة إلى ضمان ممانعة أكبر للتشويش والتداخل وتحقيق تغطية تليفزيونية أفضل حتى مع نفس العدد من مواقع البث وبطاقة إرسال أقل.
ونوه بأن البث التليفزيوني الرقمي سيوفر آليات تمكن مقدمي المحتوي من تقديم خدمات جديدة ومتنوعة وسيفتح آفاقا جديدة لمزيد من فرص العمل والاستثمارات إضافة إلي إثراء عملية التلاحم والاندماج بين كل من مجتمعي الإعلام والاتصالات.
وأشار إلى أنه عند إتمام الانتقال للبث الرقمي، يمكن الاستفادة من حيز الترددات التي سيتم تحريرها إما لزيادة سعة البث لإطلاق قنوات جديدة أو لتوفير خدمات أخرى مثل الخدمة المتنقلة والحزمة العريضة والانترنت وخدمة الطوارىء.
وقال الدكتور عمرو بدوى الرئيس التنفيذى للجهاز القومى لتنظيم الاتصالات إن الحكومة تلعب دورا أساسيا في عملية الانتقال إلى التليفزيون الأرضي الرقمي لضمان حماية المواطنين وحقهم في تلقي البث إضافة إلي تأمين استمرارية خدمة البث التليفزيوني الأرضي والسماح بفترة انتقالية يتزامن فيها كل من البث التماثلي الحالي والبث الرقمي المنتظر.
وأضاف أن الحكومة تؤكد حق المواطن فى أن يكون على علم تام بعملية الانتقال وأن تكون أجهزة الاستقبال متوفرة بأسعار معقولة على نطاق واسع، مشيرا إلى الحكومة حريصة على مصلحة المستهلك النهائي وتطبق فى نفس الوقت أفضل الآليات للمحافظة على سوق تنافسية بين جهات البث ومقدمي الخدمات والأجهزة.
وأشار إلى أنه رغم أن عملية الانتقال إلى البث التليفزيونى الرقمى سوف تترتب عليها آثار إيجابية لكلٍ من المواطنين ومقدمي الخدمات التليفزيونية، إلا أنها تكبد جميع الأطراف المعنية تكاليف إضافية.
فعلى مستوى المواطنين،أوضح بدوى أن المستهلك سوف يختار أحد بديلين للتمكن من استقبال البث التليفزيوني الرقمي للقنوات الأرضية عن طريق توصيل وحدة خارجية لفك الشفرة الرقمية بأجهزة التليفزيون الحالية، أو شراء تليفزيون رقمي يتضمن وحدة موالفة رقمية.
وبالنسبة لمقدمي الخدمات ، أشار إلى أن عليهم الاستثمار في معدات جديدة للتمكن من تلبية متطلبات البث الرقمي، إضافة إلى الاستثمار في تدريب الموارد البشرية الخاصة بهم لتحقيق الكفاءة الكاملة للبث التليفزيوني الرقمي.
&& 
