من يبحث عن
الآثار القديمة للقرون الوسطى أو عن الأزقة الرومانسية لن يجد ضالته في
دورتموند، أما من يريد أن يشهد مدينة مثيرة تعيش حالة ازدهار فهو في
المكان الصحيح. في دورتموند تحظى الثقافة والترفيه باهتمام كبير، وقد أصبح
وسط المدينة واحة للتبضع والراحة حيث توجد الكثير من الوسائل الترفيهية.
ينظر الكثير من سكان منطقة الرور إلى المدينة ليس كمكان للسكن فحسب، بل
كموقع ترتبط فيه الكثير من المشاعر. سكانها يتميزون أحيانا بالخشونة، ولكن
أيضا بالودية، وهم معروفون بانفتاحهم على العالم. ولا غرابة في ذلك، فقد
تدفق على دورتموند في عهد تصنيعها مهاجرون كثر من شرق أوروبا قبل أن يلتحق
بهم عمال قادمون من إيطاليا وتركيا. ولا تزال الحياة في المدينة مطبوعة
بالتضامن العمالي الذي يكرس أجواء التسامح فيها. فسكان دورتموند الأصليون
يعيشون بكل انسجام مع أناس من أصول أجنبية، وهم جميعهم يلاحظون بإعجاب
التغيرات التي طرأت على مدينتهم.
لا مجال للملل ولكل ذوق ما يشتهي
لقد ولت الأيام التي كان فيها دخان أفران صهر الحديد تُضفي لونا قاتما
ومزعجا على المباني في دورتموند. ففي حي كرويتس المفضل لدى الطلاب تشع
واجهات المباني القديمة بألوانها الجديدة الزاهية. وتحت ظلال الأشجار
تنتشر المطاعم والحانات ما يشيع رومانسية بديعة. أما أحياء المدينة
الشمالية فهي ليست بهذا البهاء والفخامة، ولكهنا مع ذلك تحظى بإعجاب
الفنانين المتمردين.
وفي وسط المدينة يوجد أيضا الكثير، حيث تُشيد في كل مكان مبان جديدة
وضخمة، ومن بينها دار الحفلات الموسيقية الذي أفتتح عام 2002 ويستضيف نجوم
الفن العالمي بشكل منتظم. وأمام المبنى الزجاجي يوجد تمثال لحيوان وحيد
القرن والذي لم يضل طريقه إلى هنا بسبب التغير المناخي، وإنما بصفته
تعويذة جديدة تُبعد الشر عن سكان دورتموند، ويجد المرء تماثيل مشابهة في
كل مكان في المدينة.
السياحة والتسوق
كما توجد في دورتموند إمكانيات جيدة للتبضع والتسوق وبأسعار معقولة.
ويعتبر شارع "فيستن هيل فيغ Westenhellweg" من مناطق التسوق المعروفة في
ألمانيا حيث يوجد أكثر من 600 محل ومتجر ضمن سور المدينة القديم، إضافة
إلى المقاهي والحانات الكثيرة التي تدعو للراحة والاسترخاء. أما جيل
الشباب فيفضل قضاء أوقات الفراغ في حي أعيد ترميمه ويسمى حي "بروكن
شتراسه".
الماء والخضرة
يصعب على البعض تصور أن مدينة دورتموند، الحاضرة الصناعية السابقة، هي
واحدة من أكثر المدن الأوروبية الكبيرة خضرة. إذ أن نصف مساحة المدينة
تتألف من حدائق ومنتزهات وحقول ومروج خضراء. ويحظى بإقبال كبير كل من
منتزه "فيستفالن Westfalenpark" وكذلك حديقة النباتات النادرة "رومبيرغ
بارك ″Rombergpark. وعلى مشارف المدينة تقع منطقتا "زاورلاند "
و"مونسترلاند " المعروفتان بالبحيرات والغابات حيث يمكن ممارسة هوايات
السباحة والتزحلق على الجليد والتنزه بين الأشجار. ويمكن للطلاب بواسطة
بطاقة المواصلات الجامعية، التي تتيح استخدام شبكة المواصلات العامة
بتكاليف مناسبة، اكتشاف المدن القريبة في منطقة الرور، بل وجميع أرجاء
ولاية شمال الراين ويسفاليا