إلى حسن شحاتة وجهازه المعاون فى منتخب مصر «لا ترتدوا القميص
الأحمر.. القميص الأحمر فيه نحس قاتل!».. هكذا انتهت بعض التحليلات التى
حاولت تفسير حالة التناقض الرهيب فى مستوى لاعبى منتخب مصر بين صعود لأعلى
درجات المؤشر، تصل إلى حد الفوز على إيطاليا بطلة العالم.. أو هبوط لأدنى
درجاته، ما قد يتسبب فى الخسارة من منتخبات بلا تاريخ مثل مالاوى.. تنحت
كل الآراء الفنية جانباً، وقرر بعض من يهوى تغييب العقول اللجوء إلى
خزعبلات فتح المندل وقراءة الطالع ومتابعة الأبراج.. والاعتداد برأيهم
للكشف عن أسباب تذبذب أداء المنتخب المصرى بشكل محير.
ومن المؤسف حقاً أن تلقى هذه الفكرة رواجاً شديداً لدى بعض المسئولين فى
الجبلاية الذين اقترحوا تغيير زى المنتخب من اللون الأحمر إلى الأخضر
اقتناعاً منهم بصحة هذه الخزعبلات التى استند أصحابها إلى أن سبب هزائم
منتخب مصر يرجع إلى أن أفراده يرتدون القميص الأحمر.. ووفق رأى هؤلاء فإن
اللون الأحمر هو لون كوكب المريخ الذى يكون فى أسوأ مكان له خلال شهر
يونيو.. وتغيير قميص المنتخب سيكون له مفعول السحر ويقضى على تذبذب
الأداء، واستند أصحاب هذه النظرية الغريبة إلى أن منتخب مصر انقلب إلى وحش
كاسر وهزم إيطاليا بطلة العالم لمجرد أنه ارتدى القميص الأبيض.. وحين عاد
إلى سيرته الأولى وارتدى القميص الأحمر لقى هزيمة نكراء أمام أمريكا
بثلاثية مقابل لا شيء (!!).
هذه المبررات التى لا تعدو كونها أكثر من مجرد محاولة لاستباحة العقول
وجدت لنفسها مناخاً للظهور على خلفية أن الجهاز الفنى لمنتخب مصر يميل بعض
الشيء إلى التفاؤل والتشاؤم.. بدليل أن شوقى غريب المدرب العام لمنتخب مصر
برر خسارة بطل إفريقيا أمام السودان الشقيق بأربعة أهداف مقابل لا شيء
بقوله إن منتخب مصر لا يفوز أبداً فى أغسطس!!.. وحسن شحاتة المدير الفنى
لمنتخب مصر يتفاءل كثيراً بزيارة حفيده حسن لمعسكر المنتخب ليلة أى مباراة
مهمة للفريق أو الاستماع لصوته عبر الهاتف إذا كان خارج البلاد ليتلو عليه
جملة قصيرة تثلج صدر المدير الفنى كثيراً فور أن يسمعها.. يقول الحفيد:
«هتفوز بكره يا حسن».. ولو كان شحاتة يلاعب أبطال العالم فإن معنوياته
ترتفع إلى عنان السماء لو «وافق» حفيده على أن يتلو عليه تعويذة النصر
(!!).
لكن بالتأكيد لم يصل الأمر إلى حد السقوط فى وهم أن لون قميص المنتخب له
علاقة بالفوز أو الخسارة التى لا يصنعها إلا الأداء.. وإلا تبقى مصيبة!
بالمناسبة.. مصر فازت بكأس الأمم الإفريقية عامى 2006 و2008 وكانت ترتدى
القميص الأحمر.. وهذا ليس دفاعاً عن لون القميص بقدر ما هو مجرد تفنيد
بسيط لادعاء ساذج يستهدف استباحة العقول!
* الزميل الإعلامى الجزائرى سعيد بوعقبة بصحيفة «الفجر» الجزائرية انتقد
حسن شحاتة المدير الفنى لمنتخب مصر على خلفية ما سمعه من تصريحات منسوبة
للرجل تشير إلى أن سبب خسارة مصر أمام الجزائر ترجع إلى واقعة إصابته
بحالة تسمم إثر تناول وجبة كسكسى فاسد.. وأضاف ساخراً: شحاتة اعتاد سوق
المبررات عقب كل هزيمة ينالها الفريق المصرى.. وقد تسمعه أيضاً يقول
مستقبلاً إن تعادل زامبيا معه فى أرضه بسبب السحر وفوز أمريكا على مصر
بنتيجة مهينة سببه استخدام أمريكا لتقنيات حديثة فى التنويم المغناطيسى..
فريق شحاتة لا ينهزم كروياً أبداً إنما ينهزم بمؤامرة!
ورغم القسوة التى تظهرها كلمات الزميل الجزائرى إلا أنها تصب فى خانة
النقد الصحيح.. ونظرية المؤامرة يجب ألا تحكم الجهاز الفنى لمنتخب مصر،
ويجب معالجة الخلل الذى نجمت عنه النتائج الأخيرة، وأعتقد أن حسن شحاتة
وشوقى غريب وأحمد سليمان وحمادة صدقى قادرون على تلافى السلبيات.. بعيداً
عن روايات الكسكسى الفاسد وخزعبلات الكوكب الأحمر!